السبت، 19 نوفمبر 2011

سلوكيات يرفضها الإسلام


البخل
تناول القرآن الكريم قضية البخل في مواضع متعددة من كتابه الكريم ، وتفصيل ذلك لا يتسع له المقام ، ولعل من المناسب الاقتصار على معالجة هذا الموضوع في ضوء القرآن الكريم من خلال قصة البخلاء في سورة القلم[1] ، حيث يقول الحق تبارك وتعالى : 
















] إ ِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ (21)أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}
[سورة القلم /17-33]

هذا المثل أسلوب من أساليب الإصلاح في القرآن الكريم في إطار قصة واقعة ويبدو الجانب الأخلاقي في هذا المثل بارزا من خلال بيان حال البخلاء وما يعاقبون به في الدنيا قبل الآخرة من تلف الأموال ، إما إغراقا وإما إحراقا ، وإما نهبا وإما مصادرة ، وإما في شهوات الغي ، وإما في غير ذلك مما يعاقب به البخلاء الذين يمنعون الحق فإنه سبحانه إذا أنعم على عبد بباب من الخير وأمره بالإنفاق فيه فبخل عاقبه بباب من الشر ، يذهب فيه أضعاف ما بخل به ، وعقوبته في الآخرة مدخرة .

v     عقوبة البخلاء :
لا ريب أن البخل خلق مذموم ، وهو من المهلكات ، غير أنه درجات ، وحد البخل الذي يوجب الهلاك هو الإمساك حيث يجب البذل ، ومنه بخل أصحاب الجنة المذكور في الآيات ( 17-33 ) من سورة القلم ، حيث كان عقابهم بسبب إخلالهم بواجباتهم الاجتماعية وعدم إحساسهم ببؤس إخوانهم ، فعاقبهم الله بنقيض قصدهم بإتلاف بستانهم الذي ظنوا به على إخوانهم ، ويبرز هذا النوع من العقوبة حتى في عبارات القصة ) إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ( ( الآية17 ) ، )فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ( ( الآية20 ) ، إذ ورد التعبير في العقوبة بالصرم ، أي أصبحت وقد ذهب ما فيها من الثمر ، فكأنه قد صرم ، أي قُطع   وجُذّ ، جزاء على إقسامهم على أن يجتنوا ثمرها ، ويحرموا المساكين من خيراتها ، وفي هذا دليل على أن العزم مما يؤاخذ به الإنسان .

إن العقوبات الإلهية ذات أبعاد سامية ، فهي لا تنتهى عند إيقاع الألم على مستحقه ، ولكنها في الحقيقة أدوية مفيدة لعلاج القلوب لئلا يتمادوا في شهواتهم فيكونوا هم الضحايا ، وذلك ما أشار الله في أعقاب إتلاف زروع أصحاب الجنة وما بدر منهم إثر التلف من كثرة الندم والتلوّم ، والإحساس بالظلم والطغيان ، إن هذا التحول الأخلاقي الحميد الذي أفرزته عقوبة أصحاب الجنة هو أحد المقاصد الأخلاقية التي جاء القرآن الكريم ليؤكد عليها ضمن أجزيته الإصلاحية ، رُوي عن ابن مسعود ( ت32هـ ) رضي الله عنه : (( أن القوم اخلصوا وعرف الله منهم صدقهم فأبدلهم جنة يقال لها الحيوان )).

v     الأخلاق المرذولة في قصة أصحاب الجنة ( الآيات17-33 ) :
عنوان قصة أصحاب الجنة هو البخل ، وهو من أرذل الأخلاق الشخصية والاجتماعية ، ويمكن تصنيف هذا النوع من البخل الوارد في السورة ضمن الأخلاق الاجتماعية الممنوعة ، لأنه جاء في إطار قصة اجتماعية تواطأ فيها أصحاب البستان على منع حق المساكين فيها ، فحين تغلبت النوازع المادية على أهلها طمست بصيرتهم فارتكسوا في حضيض الأخلاق ومستنقع الرذيلة .

ولئن كان الخلق الحسن يورث فضائل جمّة ، فإن الخلق السيء يورّط صاحبه في أمثالها ، ففي الحديث الصحيح أن رسول الله r قال : (( اتقوا الظلم ،فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشح فإن الشح قد أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم )) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ((إياكم والشح ، فإنه أهلك من كان قبلكم ، أمرهم بالظلم فظلموا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا )) ، والشح والبخل معناهما متقاربان ، ويطلق كل منهما على الآخر ، إلا أن الشح أشد البخل لأنه يكون معه حرص .

ولهذا فإن قصة أصحاب الجنة اشتملت على رذائل أخرى سببها البخل ، منها ما يلي :
1.  التعاون على الإثم والإصرار عليه ) إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ( ( الآية17 ) ، ) فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ(21)أَنْ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَارِمِينَ ( ( الآيتان21،22 ) .
2.  هجر الطيب من القول والعمل الصالح  ) وَلَا يَسْتَثْنُونَ ( ( الآية18 ) .
3.  التناجي بالإثم والعدوان ) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ(23)أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ    مِسْكِينٌ ( ( الآيتان23-24 ) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه الإمام البخاري في كتاب التفسير من صحيحه  : (( ينتجون السِّرار والكلام الخفي )).
4،5. الغضب والحقد : ) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ( ( الآية25 ) ، أي غدوا لا قدرة لهم إلا على الحنق والغضب على المساكين ، لأنهم يقتحمون عليهم جنتهم كل يوم فتحيلوا عليهم بالتبكير إلى جذاذها.
6،7. الظلم والطغيان : ) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ( ( الآية29 )(( في تركنا الاستثناء في قسمنا وعزمنا على ترك إطعام المساكين من ثمر جنتنا  ،) قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ( ( الآية31 ) قال أصحاب الجنة : ياويلنا إنا كنا مبتعدين مخالفين أمر الله في تركنا الاستثناء والتسبيح.

والله ولي التوفيق .



[1] يراجع للتوسع الجانب الخلقي من سورة القلم لإبراهيم الدوسري ، ط : دار الحضارة 1424 هـ.

فضل الصحابة رضوان الله عليهم


مما يدل على فضل الصحابة رضي الله عنهم ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره أن المراد بالذين اصطفى في قوله تعالى (وسلام على عباده الذين اصطفى) (سورة النمل / 59)الصحابة رضوان الله عليهم، وإن كان قد ورد عن ابن عباس أيضا وآخرين أنهم الأنبياء عليهم السلام، ولا يمنع ذلك من أن يكون الجميع مرادا، كما ذكره الحافظ بان كثير في تفسيره.

تكرار الراء


يجوز في الراء المشددة أداء التكرير وعدمه، وبكل منهما قرأ أئمة الأداء قديما وحديثا، وينبغي عند التكرير عدم المبالغة فيه، كما يتعين عدم قلبها لاما عند عدم التكرير.